خطاب معهد الخليج إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بمناسبة اليوم العالمي لأجل اليمن: أوقفوا الحرب على اليمن

حضرة الرئيس جو بايدن،
نكتب إليكم لنهنئكم على انتخابكم لتولي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. كما نكتب إليكم، أيضًا، للفت انتباهكم إلى الأزمة الغير مسبوقة التي تحدث في اليمن بسبب الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

استهداف المدنيين
تستهدف قوات التحالف الأحياء السكنية والمدارس والأسواق الشعبية بشكل مباشر، وتوقع الكثير من الضحايا المدنيين من دون أن تتحمل مسؤولية ما ترتكبه من جرائم. وتقدّر أرقام الضحايا الّذين قُتِلوا بالاستهداف المباشر بأكثر من مئة ألف يمني حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بينهم آلاف الأطفال والنساء.
وتعدّ هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدّولي الّذي يكفل حماية المدنيين والأطفال في حال النزاعات المسلحة، كما ترقى لأن تصنّف جرائم حرب ينبغي ملاحقة مرتكبيها والمحرضين على ارتكابها والمسؤولين عن إصدار الأوامر بشن الهجمات.

كارثة محدقة
إنّ ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد الذي يطرق أبواب اليمنيين هو أمر مقلق للغاية، وخصوصًا مع تفشي جائحة كورونا وفقدان الكثير من الأشخاص لوظائفهم بسبب هذه الظروف الصحية. وقد أدى ذلك إلى ازدياد نسبة السكان الذين يفقدون القدرة على تأمين احتياجاتهم، وبالتالي ارتفاع في نسبة الذين يحتاجون للمساعدة.
وقد فاقم تصنيف وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية الأوضاع سوءًا وأثار مخاوف من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية في البلاد.
وفي هذا السياق، طالب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، السيد مارك لوكوك، بإلغاء القرار. وحذر الأمم المتحدة من أن “التأثير الإنساني المحتمل لقرار الولايات المتحدة سيكون مجاعة واسعة النطاق لم نشهد لها مثيلًا منذ 40 عامًا تقريبًا.”
ووصف رئيس قسم الغذاء في الأمم المتحدة، السيد ديفيد بيزلي الوضع بأنه سيكون “حرفيًا حكمًا بالإعدام على مئات الآلاف بل ملايين الأبرياء في اليمن.”
لقد تسبب التدمير المنهجي للمزارع ومزارع الأسماك وشبكات الصرف الصحي ومحطات الصرف الصحي وغيرها في زيادة معاناة الشعب اليمني. فتقدر تقارير الأمم المتحدة أن ثلثي اليمنيين يعانون بالفعل من الجوع وأن نصفهم لا يعرفون ما هي وجبتهم التالية، كما يعاني ربع السكان (من بينهم أكثر من مليوني طفل) من سوء التغذية المعتدل إلى الحاد.

الحصار
يواجه اليمنيون، منذ حوالى ست سنوات، حصارًا على جميع موانئهم ومنع المساعدات الإنسانية والغذاء والأدوية والوقود والسلع الأخرى من دخول البلاد. وقد ساهم هذا الحصار في مفاقمة الكارثة الإنسانية التي يواجهها اليمنيون.
فقد قدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالى 131,000 يمني لقوا حتفهم بأسباب غير مباشرة كنقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية. كل هذه الأسباب هي نتائج للحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولاستهدافهم المباشر للمدنيين وللحصار الذي يفرضونه على اليمن وتجويع الملايين وقتل عشرات آلاف اليمنيين.

التوصيات
لقد اطلعنا على تصريحاتكم بشأن إنهاء دعم الولايات المتحدة الأميركية للتدخل السعودي العسكري في اليمن. لذلك، نحن نحثكم على:
– إنهاء الدعم الأميركي للحرب السعودية على اليمن بأسرع وقت ممكن
– إيقاف بيع الأسلحة للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية
– الضغط على المجتمع الدولي والتحالف، وخصوصًا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لإنهاء الحرب والحصار المفروض على الموانئ اليمنية
– محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في اليمن والمحرضين على ارتكابها ومحاكمتهم محاكمة عادلة
– تعويض ضحايا الحرب
– إعادة إعمار اليمن.

وتقبلوا فائق الاحترام،
معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان