الناشط براين دولي لمعهد الخليج: إصابة السجناء بالفيروس ستلحق الضرر بسمعة العائلة الحاكمة وعلى الحكومة إطلاق سراحهم

1426798163

رأى الناشط براين دولي، من منظمة هيومن رايتس فيرست، أننا “في سياق جديد بسبب فيروس كورونا الآن” لافتًا إلى أنه “لا يجب أن يكون الأشخاص، مثل ناجي فتيل وغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان، في السجن، مع أو بدون وجود الفيروس”.

وفي مقابلة أجراها معه معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، أعرب دولي عن اعتقاده أن “هناك معادلة جديدة يجب أن تؤخذ الآن بسبب الفيروس، أي يجب على الحكومة فعلًا إفراغ السجون” لافتًا إلى أنه من “المحير والمحبط أنهم لم يتخذوا بعد تلك الخطوة الواضحة بحق شخصيات المعارضة السلمية والمدافعين عن حقوق الإنسان، خاصة أن بعض هؤلاء الأشخاص هم من كبار السن، ويتعرضون لمخاوف صحية أساسية، إذا لم ننس في الوقت الحالي الحجة القائلة بأنهم لا يجب أن يكونوا في السجن على الإطلاق، بل ركزنا على الحجة الأخرى المتعلقة بصحتهم، أعتقد أنه يجب الإسراع في الخطوات الواجب حدوثها”.

وقال دولي إنه “بغض النظر عما تفعله الحكومة بشأن هؤلاء السجناء السياسيين على المستوى الشخصي، فعليها أيضًا أن تفكر بموظفيها، من ضباط السجن وحراس، فكلما زاد عدد المسجونين، وازداد احتمال إصابتهم بالعدوى، زاد احتمال إصابة المزيد من الحراس به”.

وتساءل دولي عما ” قد يحدث في حال أصيب بعض هؤلاء السجناء البارزين المعروفين في أرجاء العالم الآن كنبيل رجب وعبد الهادي الخواجة، وهم في الواقع أكثر شهرة في العالم من أي فرد من الأسرة الحاكمة في البحرين” مشيرًا إلى أن “المأساة الحقيقية تكمن في شرح الحكومة البحرينية لسبب وفاة المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة البحرينية إطلاق سراحهم”.

وأكد دولي أن “بقاء هؤلاء الأفراد في السجن لفترة طويلة وفي ظروف غير صحية قد يؤجج الوضع أكثر” مشيرًأ إلى ” الوقت يمضي الآن، وكل يوم لا يطلق فيه سراحهم يكون فرصة أكبر للإصابة بالعدوى، وإصابة أحد السجناء قد تلحق ضررًا أكبر بسمعة العائلة الحاكمة”.

وأعرب دولي عن آماله في “أن يكون داخل النظام البحريني أناس يدركون أن الأمر لا يتعلق باللين مع السجناء السياسيين، ويدركون ذك من حيث قياس معادلة تقييم المخاطر”، متسائلًأ: “هل تريدون حقًا أن تخاطروا بحياة هؤلاء النشطاء العالميين في مجال حقوق الإنسان والمعروفين في جميع أنحاء العالم؟ هل تريدون أن يتأذوا أكثر؟ لماذا تخاف الحكومة البحرينية من شرح سبب عدم إطلاق سراحهم؟” متمنيًا “أن يكون الجميع أذكياء بما يكفي داخل الحكومة للمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء النشطاء”.

ولفت إلى “أن منظمات حقوق الإنسان كانت على مدى السنوات التسع الماضية تضغط من أجل الإفراج عن سجناء معينين، لكن الحكومة تواصل الرفض، لكن الآن هناك أمر جديد في المعادلة، وإذا كانت الحكومة البحرينية تريد مخرجًا يحفظ ماء وجهها، فيمكنها التوقيع على إطلاق سراحهم لدواعٍ صحية، وسيشيد الجميع بذلك”، مؤكدًا أن “هذه الفرصة مثالية والمطلوب أن تعمل الحكومة البحرينية سريعًا لأن الفيروس لا ينتظرها لاتخاذ القرار”.

وتعليقا على زيارة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وما نتج عنها من معاقبة للسجناء وسجن الصحافي محمود الجزيري في السجن الانفرادي ومنع الآخرين من الاتصال بعوائلهم، قال دولي إن “البحرين كونت لنفسها هذه المشكلة على مدى السنين، هي تتذرع بتضليل الحقائق والكذب حول كل ما يتعلق بظروف السجن، لافتًا إلى أن “الحكومة البحرينية لم تعد مصدرًا موثوقًا، ولن يصدق أحد روايتها للأحداث إلا الأفراد الذين تربوا على الولاء للحكومة، فتاريخهم حافل بالكذب المستمر”، والدليل عدم السماح “لأعضاء منظمات حقوق الإنسان الدخول إلى البحرين منذ سنوات، ومن بينهم أنا، ويكاد يكون من المستحيل تقريبًا على وسائل الإعلام الدولية الدخول وإجراء مثل هذا التحقيق”.

وقال إنه “وقعنا على عرائض منذ سنوات للإفراج عن نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة وناجي فتيل وحسن مشيمع والشيخ علي سلمان وغيرهم، وعلى الحكومة البحرينية أن تنظر إلى الأمر الآن من زاوية مختلفة، فهذا ليس خطرًا على صحة السجناء فحسب، بل على صحة موظفيها، وعلى المجتمع المدني المحيط، ومن المرجح أن يصاب أفراد الأسرة الحاكمة بالفيروس، إذ لا يمكن استثناء أحد من انتشار الفيروس، فرئيس الوزراء البريطاني أصيب به “.

وخاطب دولي الشعب البحريني بالقول إنه “كان صراعًا طويلًا ومن الواضح أنه لم ينته بعد، وللبحرينيين قصة طويلة، ولكن ما يحدث هذه الأيام حول فيروس كوورنا يشهد نضالات طويلة، كحركة الحقوق المدنية الأمريكية وما حدث في إيرلندا الشمالية، وهذا سيمتد لأجيال. عليكم أن تواصلوا الدفع من أجل الإصلاح” مؤكدًا أن “هذه الأنظمة الدكتاتورية تتفتت بسرعة كما حصل في النظام السوفياتي، حتى لو بدت الحكومات قوية”.

وتأتي هذه المقابلة مع الناشط الدولي براين دولي من منظمة هيومن رايتس فيرست في إطار سلسلة من المقابلات التي يجريها معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، في إطار فعاليات حملة #أطلقوا_سجناء_البحرين  التي  أطلقتها مجموعة من النشطاء البحرينيين منذ أيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمطالبة السلطات البحرينية بالإفراج عن السجناء البحرينيين وسط تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا وتفشي الإصابات بينهم.

للإطلاع على النص الأساسي:

http://bahrainmirror.com/news/57620.html