رأى البروفسور توم كولينز، الرئيس السابق للكلية الإيرلندية الملكية للجراحين في البحرين، أنه “يجب على جميع الأطباء، في جميع أنحاء العالم، أن يدعوا الأنظمة لمنح عفو عام للمعارضين السياسيين في السجون”.
وفي مقابلة أجرتها معه رئيسة لجنة التقارير والدراسات في معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، فاطمة يزبك، قال كولينز إن “السجون أماكن ضخمة للتجمعات، ونتوقع جهدًا كبيرًا للغاية لحماية السجناء من فيرو س كورونا” حيث إن “التجمع، نسبة لانتشار الفيروس، يشكل خطرًا هائلًا، على صحة السجناء”.
وأعرب كولينز عن اعتقاده أن “السجناء، ليس فقط في البحرين، بل في أي سجن سياسي في العالم، هم الآن في خطر، حيث إنهم معرضون لخطر يجب ألا يتعرضوا له”.
وأكد كولينز أنه “تعلمنا من فيروس كورونا درسًا بالغ الأهمية، وهي أن الرعاية الصحية مسألة سياسية أيضًا” لافتًا إلى دعوة أطلقها مسؤول صحي سابق في المملكة المتحدة لاستقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون في أعقاب حديثه عن خطة مناعة القطيع.
وقال كولينز “أعتقد أنه علينا أن نعترف أنه في البحرين، المسألة سياسية أيضًا، من حيث التعامل مع قضية الكورونا في السجون، وخارج السجون أيضًا” مضيفًا أنه “يجب المساءلة بهذا الشأن”.
ورأى كولينز أنه على المستوى الدولي، “رفض ترامب رفع العقوبات المفروضة على إيران في حين تحاول رفع تحدي الفيروس عن شعبها”، وقال إنه “برفضه ذلك، يحول ترامب فيروس كورونا إلى سلاح من خلال عدم اتخاذ أي إجراء إيجابي لضمان قدرة إيران على التعامل مع هذا التحدي”.
وكان كولينز رئيسًا للكلية الملكية الإيرلندية للجراحين في البحرين، وعن تركه منصبه، قال إنه ” غادرت البحرين في العام 2013 حيث كنت رئيسًا لكلية الطب آنذاك، وكنت غير مرتاح لأنني لم أستطع التوفيق بين التزاماتي وقناعاتي الأخلاقية بشأن الرعاية الطبية والرعاية الصحية والحرية الأكاديمية مع البيئة السياسية التي وجدت نفسي فيها هناك”.
وتحدث كولينز في المقابلة عمّا شهده حين كان في البحرين فقال إنه “منذ سبع سنوات مضت، رأيت ممرضات حظينَ بالتدريب، ولكن لم يتم توظيفهن، وقيل لي إن السبب وراء ذلك هو الأمن” غير أنه شكّك بذلك بالقول إنه “أعتقد أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو انتماؤهن الديني”.
وأضاف كولينز أنه “ليست هذه الطريقة التي يجب تنظيم أي جهاز طبي بها” مؤكدًا أنه “يجب توثيق هذا الأمر وتحديه، والإشارة إلى أماكن وجود الانتهاكات والمخالفات”.
وأشار كولينز إلى أنه “ليس لدي أي فكرة الآن عن المساواة في الحصول على الرعاية الصحية في البحرين ، في المستشفيات المختلفة، حيث يجب أن يحصل على ذلك الجميع، بغضّ النظر عن الانتماء السياسي أو أي شخصية أخرى، وما إذا كانوا يحصلون على ذلك الآن” مؤكدًا أنّ “ذلك لم يحصل عندما كنتُ في البحرين، وأعتقد أنه من المهم الحديث عن هذه القضية”.
وختم كولينز المقابلة بالقول إنه “على المستوى الشخصي، أود كثيرًا أن أرى نبيل رجب، الذي التقيت به في دبلن في العام 2016، حيث كان يعمل على حقوق الإنسان والمصالحة في ذلك الوقت، وتم اعتقاله ومحاكمته بعد عودته إلى المنامة” مؤكدًا قلقه بشأن صحته.
وقال كولينز إنه “أودّ أن أُرَحّب به لقضاء الحجر في منزلي في إيرلندا، إن كان ذلك يساعده بأي طريقة” لافتًا إلى أن نبيل رجب “واحد من بين الآلاف المعرضين لخطر بسجنهم لدى البحرين والأنظمة الأخرى في العالم”.
وتأتي هذه المقابلة مع البروفسور توم كولينز ضمن سلسلة من المقابلات التي يجريها معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، في إطار فعاليات حملة #أطلقوا_سجناء_البحرين التي أطلقتها مجموعة من النشطاء البحرينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمطالبة الحكومة البحرينية بالإفراج عن السجناء البحرينيين مع ازدياد المخاوف من انتشار فيروس كورونا وتفشي الإصابات في السجون البحرينية التي ما تزال مكتظّة بسجناء الرأي والمعتقلين السياسيين.
للإطلاع على النص الأساسي اضغط هنا:
http://www.bahrainmirror.com/news/57674.html