معهد الخليج يطلق تقريره: مجزرة حي الرقاص: استهداف الإعلام

08 شباط/فبراير 2021

أطلق معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان تقريرًا يوثق المجزرة الوحشية التي ارتكبت في حي الرقاص في العاصمة اليمنية صنعاء.

ارتكب التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات المجزرة في 16 أيار/مايو 2019 (11 شهر رمضان)، مستهدفًا رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين، عبد الله صبري، مخلفًا 77 ضحية بين شهيد وجريح من المدنيين الذين يقطنون الحي السكني، بما فيهم صبري وعائلته.

أطلق التقرير، اليوم 8 شباط/فبراير 2021، في مؤتمر صحفي افتراضي بمشاركة عدد من الصحفيين والمنظمات الحقوقية اليمنية والدولية.

قال السيد عبد الله صبري، رئيس اتحاد الإعلاميين السابق، والسفير اليمني في سوريا، وأحد ضحايا المجزرة والمستهدف الأساسي فيها: “كتبنا وتكلمنا عن توحش التحالف وجرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق شعبنا اليمني أرضًا وإنسانًا. إلا أن من سمع ليس كمن رأى واكتوى بنيران التحالف الذي استباح الدماء والحرمات، بعد أن ظن آل سعود أنهم  في مأمن من العقاب، مادامت أمريكا الراعي الرسمي لحرب اليمن.”

من جهته، قال بيار أبي صعب، الصحفي اللبناني البارز ومدير التحرير في جريدة الأخبار اللبنانية: “الجريمة الثانية الموازية للعنف المباشر هي الجريمة الأخلاقية التي ارتكبت بحق الرأي العام العالمي والعربي واليمني بمنعه من الوصول إلى الحقيقة، [باستهداف] الإعلام اليمني وهو الأهم لأن هؤلاء هم الشهود، هؤلاء هم ضحايا المجزرة، هؤلاء هم أبناء الأرض، أهل الأرض، وأبناء الشعب الذين يعيشون هذه المجزرة ويمكن أن يقدموا لنا الشهادة الحقيقة عما يجري، أن ييلغوا العالم هذه الرسالة السامية عن العنف والهمجية وإراقة الدم. هؤلاء منعوا من كل أشكال [التواصل].”

وقالت رجاء عبدالله أحمد المصعبي رئيسة المؤسسة العربية لحقوق الانسان وسفيرة النوايا الحسنة للسلام الدولي والخبيرة الدولية في حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة:” تعد الحرب في اليمن من أسوء الأحداث التي مرت على اليمن حيث تسببت في دمار اليمن على المستوى الصحي والتعليمي. فقد دمرت 45% من المؤسسات الصحية بشكل كلي او جزئي و62% من المؤسسات التعليمية والجامعية والمعاهد الفنية. كما تسبب في نزوح أكثر من 8 مليون شخص وأصبح أكثر من 18 مليون تحت مستوى خط الفقر. وبالطبع كل هذا تضرر منه الأشخاص ذوي الإعاقة حيث دمرت كل مصادر دعم صندوق رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة مما تسبب في توقف 86% من الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة لهم. كما إن الحرب أدت إلى ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب القصف الذي قام به التحالف والألغام. كل ذلك يدعونا إلى المطالبة بوقف بيع الأسلحة لدول التحالف العربي.”

أما يحيى الحديد، رئيس معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، فعلّق قائلًا: “استمر التحالف بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن بسبب الدعم الدولي الذي أمن له الإفلات من العقاب ومن الملاحقة القضائية الدولية. مجزرة حي الرقاص، التي تناولها التقرير الذي نطلقه اليوم ليست حادثة منفصلة، بل كانت ضمن سياسة ممنهجة اعتمدها التحالف بقيادة السعودية والإمارات، باعتبار المدنيين هدفه الأول. لذلك نحن سنضيء على جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن وسنستمر بمطالبة المجتمع الدولي بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.”

وقالت الدكتورة سو ويرام، رئيسة الرابطة الطبية لمنع الحروب في أستراليا: “تعرب منظمتنا عن انزعاجها الشديد من حجم الموت والمعاناة التي يتعرض لها الشعب اليمني على نطاق واسع، بما في ذلك إرهاب الأطفال وغيرهم بالقصف الجوي. بالإضافة إلى ذلك فإننا ندين بشدة الاعتداءات على الصحفيين، المحظورة في اوقات الحروب. يجب إجراء تحقيق ومحاسبة نزيهة وشاملة لجميع جرائم الحرب المزمع ارتكابها في هذه الحرب.”

أما فيليبا لايزات، مستشارة السياسة الإنسانية والمناصرة في منظمة أنقذوا الأطفال في أستراليا، قالت: “يقاسي الأطفال في اليمن من روتين مرعب من القتال الدؤوب ومن انتهاكات حقوقهم الأساسية على مدى سنوات. لقد تسبب هذا بخسائر فادحة لأطفال اليمن. هناك حاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود لإيقاف هذه الحرب على الأطفال في اليمن ولمحاسبة المسؤولين عنها.”