بعد عقد من القهر والقمع، لا يزال الشعب البحريني يتظاهر ويرفع أعلامه آملًا أن تحصل بلاده في نهاية المطاف على نظامٍ ديمقراطي يفسح المجال لتشكيل حكومة ينتخبونها بأنفسهم.
لقد انتُهكت حقوق الإنسان في البحرين بما فيه الكفاية، ولا تزال حرية التعبير تُنتهك في كثير من الأحيان ويُعاقب المحتجون بالقتل أو السجن، فجميع المواطنين، كبارًا وصغارًا، شيوخًا وأطفالًا، رجالاً ونساءً ليسوا في مأمن من أن يتم ترحيلهم إلى الخارج أو اعتقالهم في سجون السلطات المُظلمة ذات الأوضاع المُزرية.
مساء السبت الفائت، في الأحياء المحيطة بالمنامة، وكذلك في شمال وغرب البلاد، نُظّمت مسيرات للاحتفال بالذكرى السنوية لبداية الانتفاضة، كما جرى عدد من المظاهرات على نطاقٍ ضيق في ضواحي المنامة نهار الأحد، حيث عمد عدد من المتظاهرين إلى نشر مشاهد من المظاهرات على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار حركتهم واحتجاجاتهم.
لقد أدى هذا النشر والبث على مواقع التواصل، إلى موجة من الدعم الكبير من العديد من الشخصيات والمنظمات العامة المعروفة دولياً التي أخذت من منصّة “تويتر” تحديدًا مساحة لمساندة الشعب البحريني.
من هذه المنظمات نذكر منظمة “دار الحرية”، وهي منظمة مراقبة مستقلة تدافع عن الحرية، ومقرها واشنطن، ومنظمة “عالم ما بعد الحرب” وهي حركة عالمية لنبذ العنف تهدف لتعزيز السلام المستدام، بالإضافة إلى منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، و”منظمة العفو”، وغيرها.
كما كان الشخصيات العامة دورها في الدعم والمساندة أمثال السيدة ليلى موران، وهي عضو في البرلمان الليبرالي البريطاني عن أوكسفورد ويست وأبينغدون Oxford West and Abingdon، والتي غرّدت بكلماتٍ احتجاجية وأدانت موقف المملكة المتحدة من الانتفاضة البحرينية وقالت: “… مع ذلك فإن حكومة المملكة المتحدة تواصل دعم النظام البحريني” ودعت الشعب البحريني لمواصلة الطريق.
إلى ذلك، تم عقد عدد من اللقاءات الافتراضية بين المدافعين عن الديمقراطية لمناقشة الوضع البحريني، حيث أقيمت جلسة “للمركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان” ومقره دبلن حضرها عضو الحزب الجمهوري الأيرلندي سين فيين Sinn Féin والعديد من الجهات الأخرى أكدوا خلالها أنهم سيثيرون مسألة الحرمان من الحقوق الديمقراطية والمدنية في البحرين مع وزير الخارجية في دبلن ومع الحكومة البريطانية.
علاوة على ذلك ركزت ندوة عبر الإنترنت نظمتها حركة “السلام من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان” على التسلسل الزمني لانتفاضة عام 2011، فسلطت الضوء على الانتهاكات التي وقعت أثناء هذه الفترة، وانضم باحثون من عدة منظمات دولية إلى الندوة وأصدروا التي صدر تقريرًا فيها
وخلال الـ 24 ساعة الأخيرة من إطلاق وسم #Bahrain، أشارت إحصائية لـ Ritetag إلى وصول الوسم إلى أكثر من 2.3 مليون مشاهدة في الساعة على تويتر.
لقد ساهم تفشي الوباء العالمي هذا العام، في زيادة النشاط العالمي والدولي للشعوب على التواصل الاجتماعي، ما فتح بابًا للملايين للمشاركة في دعم قضية الشعب البحريني الذي يعلّق اليوم آمالًا على هذه الساحة لإيصال صوته ونصرة قضيته علّ هذا النضال لا يستمر عقداً آخر.
بقلم: راغب مللي