دعوات استباقية “رافضة”.. هل يمكن أن تنظم السعودية مونديال 2030؟

 

اعتبرت منظمة العفو الدولية أن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 في دول بينها السعودية، سيكون “شبه مستحيل” إذا طبق الاتحاد الدولي “الفيفا” معايير حقوق الإنسان الخاصة به بشكل صحيح، بشأن مراجعة أي عرض تقدمه المملكة.

وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية، كشفت الخميس الماضي، أن المملكة العربية السعودية تستعد للإعلان عن عرض مشترك مع مصر واليونان لاستضافة كأس العالم 2030، قبل أن يؤكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة المصرية، محمد فوزي، أن بلاده تدرس مع نفس الدولتين الترشح بملف مشترك لتنظيم المونديال، حسب وسائل إعلام مصرية.

وقال فوزي في مداخلة ليل الخميس الجمعة، على قناة “دي إم سي” المصرية إن “الدول الثلاث تعمل بشكل كبير جدا” والموضوع مازال محل دراسة.

وأضاف “مصر ستكون من أفضل دول العالم استضافة وتنظيما” لمثل هذه البطولة، مشيرا إلى أنها استضافت بطولات عالمية عدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

لكن منظمة العفو الدولية على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يجب أن يطبق معايير حقوق الإنسان بصرامة عند تقييم أي عرض محتمل يتعلق باالسعودية، من أجل تجنب “الخطأ” الذي ارتكبته لجنتها التنفيذية في عام 2010 في منح نهائيات 2018 و2022 لروسيا وقطر على التوالي.

ونقلت صحيفة “إندبندنت” عن وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا”، تحذير مدير حملات الأفراد المعرضين للخطر في منظمة، فيليكس جاكينز، من أن المملكة العربية السعودية تسعى لاستضافة كأس العالم 2030 “كنوع من التتويج لعمليات غسيل سمعتها عن طريق الرياضة، في نفس الوقت الذي تتدهور فيه حقوق الإنسان بشكل مقلق في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان”.

ونجح صندوق الاستثمارات السعودية في شراء حصة مسيطرة في نادي نيوكاسل الإنكليزي العام الماضي، مما أثار جدلا كبيرا في ذلك الوقت، بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، فضلا عن استضافة سباقات الفورمولا 1، ومباريات ملاكمة رفيعة المستوى.

وشدد جاكينز على أنه “إذا تقدمت السعودية فعليا بعرض لاستضافة كأس العالم 2030، فيجب على الفيفا تجنب الأخطاء التي ارتكبتها مع قطر وروسيا والتأكد من وجود تقييم صارم لمخاطر حقوق الإنسان في منح البطولة للرياض”.

واعتبر أنه “يكاد يكون من المستحيل رؤية كيف يمكن للفيفا أن يوفق بين حقوق الإنسان المروعة في المملكة العربية السعودية وبين مبادئه ومسؤولياته الخاصة بحقوق الإنسان”، وفق تعبيره.

ولم يصدر من الفيفا، أو السعودية، أي تعليق رسمي بخصوص عرض الاستضافة حتى الآن.

وفي حال تقديم السعودية ومصر واليونان، ملفا لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2030، فستواجه ملفا قويا من إسبانيا والبرتغال، اللتين أعلنتا في يونيو 2021 ترشيحهما المشترك لاستضافة نفس نسخة المونديال.

والشهر الماضي أعلنت دول أوروغواي والأرجنتين وتشيلي وباراغواي ترشيحها المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، الذي سيصادف الذكرى المئوية للمسابقة التي أقيمت نسختها الأولى في مونتيفيديو.

وتراجعت بريطانيا وإيرلندا عن فكرة ترشيح مشترك آخر للتركيز على استضافة كأس أوروبا 2028.

وشارك 13 منتخبا فقط في النسخة الأولى عام 1930 وتم لعب البطولة بأكملها في العاصمة مونتيفيديو في ثلاثة ملاعب فقط.

أما نسخة 2030 فستشهد مشاركة 48 منتخبا، وتتوقع الدول الأميركية الجنوبية الأربع المرشحة لاستضافتها إقامة مبارياتها في 15 ملعبًا.

وهي المرة الأولى التي يصل فيها عدد الدول المرشحة للاستضافة إلى أربع، علما أن نسخة 2026 ستقام في ثلاث دول هي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

المصدر: الحرة