تستقبل السلطات البحرينية بابا الفاتيكان في المملكة ضمن فعاليات مؤتمر نظمته حول التسامح والحوار والسلام، في حين تغيّب الرموز الدينية الشيعية.
إن معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان يأمل من جناب بابا الفاتيكان مطالبة السلطات البحرينية باحترام الأديان عبر احترام حرية الدين والمعتقد وضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع المواطنين من مختلف الطوائف وإيقاف كافة أشكال التمييز ضد المواطنين الشيعة، وإعادة النظر في أوضاع رجال الدين الشيعة الذين يتعرضون لأقسى أنواع الظلم من نفي خارج البلاد، وأحكام غير عادلة، واعتقالات تعسفية.
إن قيام البحرين بدعوة بابا الفاتيكان لزيارة المملكة ما هي إلا قناعاً مزيفاً تستخدمه لتغطي سجلها الحافل باستهداف الحريات الدينية وقمعها وتقييدها وللتشويش على الرأي العام الدولي وإيهامه، زوراً، أن سياساتها تحترم الأديان كافة وتكفل حرية المعتقد. غير أنّ الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فالاضطهاد الطائفي في البحرين بازدياد ويمارس على كافة الأصعدة؛ فمثلاً على صعيد الوظائف الحكومية، تتدنى نسبة المواطنين الشيعة في الوظائف في السلطتين التنفيذية والقضائية والهيئات الحكومية الكبرى، وعلى صعيد المناهج الدراسية يفرض تدريس أحكام المعتقد السني المالكي في كافة المدارس دون مراعاة الطلاب الذين ينتمون لطوائف أخرى. كما أنّ الانتهاكات قد طالت دور العبادة إذ تعرض ما يفوق 40 مسجد للاستهداف والهدم خلال التصدي للاحتجاجات الشعبية عام 2011.
وإضافة إلى كل ما ذكر من استهداف للمواطنين الشيعة عامة، فإن رجال الدين الشيعة مستهدفين بشكل مباشر أيضاً. فقد استهدفت أعلى مرجعية للطائفة الشيعية المتمثلة بآية الله الشيخ عيسى قاسم عبر إسقاط جنسيته وترحيله من البلاد. كما اعتقل الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق، وحيكت له تهم ملفقة، واجه على إثرها محاكمة تشوبها المخالفات وتفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة. الشيخ علي سلمان سيكمل الشهر القادم ثماني سنوات خلف القضبان. إن استهداف علماء الدين الشيعة اتخذ أشكالا عدة، فقد استدعي مئات العلماء للتحقيق، وأسقطت جنسية عشرات رجال الدين، وحكم عليهم تعسفيا بالسجن لسنوات، ومنع بعضهم من الخطابة… كما لم يسلم المعتقلون منهم من الاستهداف داخل السجون كما حدث مع الشيخ زهير عاشور من محاولة اغتيال، أو كما يحصل مع الشيخ عبد الجليل المقداد من حرمان من العلاج.