20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022- في اليوم العالمي للطفل، يقبع آلاف الأطفال اليمنيين تحت وطأة الحرب والحصار. لا يزال أطفال اليمن يعانون على مختلف الأصعدة رغم تراجع الاعتداءات على اليمن بسبب الهدنة التي وضعت في حيز التنفيذ في أبريل/ نيسان 2022.
يدين معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان كافة الهجمات التي نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على اليمن التي أوقعت آلاف الضحايا من الأطفال، ويطالب بضرورة إنهاء كافة أشكال الاعتداء على الأراضي اليمنية. وفقا لآخر إحصائيات الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 10,200,000 طفل يمني وقع ضحية الحرب بين شهيد وجريح.
ويطالب معهد الخليج دول التحالف بالإفصاح عن أماكن زرع الألغام في الأراضي اليمنية، ويدعو كافة الدول والمنظمات الدولية إلى مساعدة اليمن في التخلص من الألغام المزروعة، بعد أن كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) أن المتفجرات من مخلفات الحرب هي الآن من الأسباب الرئيسية لوقوع إصابات في صفوف المدنيين في اليمن. إذ أنه منذ أبريل/نيسان 2022، زاد عدد الضحايا المدنيين بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية بنحو 20 في المائة مقارنة بالأشهر الستة التي سبقتها. هذه الألغام تهدد حياة اليمنيين، لا سيما الأطفال منهم، خاصة أن الأمطار والسيول قد جرفت العديد من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، فأضحت في أماكن لا تحتوي على لافتات تحذير.
كما يحمّل دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، مسؤولية المعاناة التي يعيشها اليمنيين جراء الحصار المفروض على بلادهم. إذ يعاني 169 ألف شخص من ذوي الأمراض المزمنة بعد منعهم من السفر بغية تلقي العلاج اللازم، في ظل شح أدويتهم المنقذة للحياة نتيجة حظر دخول الأدوية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية وعدم السماح بدخولها عبر المطار. أحد هؤلاء المرضى محمد ابن الناشط اليمني عبدالسلام جحاف الذي توفى في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني نتيجة حرمانه من السفر لاستكمال رحلته العلاجية.
كما نطالب المجتمع الدولي بالضغط الجدي على دول التحالف لفك الحصار المفروض على اليمن الذي أدى إلى فقدان العديد من الأدوية، لا سيما تلك المتعلقة بمرضى السرطان. ونتيجة ذلك، فقد توفي 10 أطفال، وفقا لوزارة الصحة اليمنية في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، نتيجة حقنهم يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول بجرعة من دواء (ميثوتركسيت) المنتهي الصلاحية، في وحدة لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت في العاصمة صنعاء. وكان أهالي الأطفال قد اشتروا تلك الجرعات من إحدى الصيدليات بعد نفاذها في الوزارة لتأخرها في المنافذ الخاضعة لسيطرة دول التحالف، ليتضح فيما بعد أنها مهربة ومجرثمة.
كما يعاني أكثر من مليوني طفل يمني من سوء التغذية الحاد والمزمن، بينهم 362 ألف طفل دون سن الخامسة، ما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بـ9 مرات مقارنة بأقرانهم. ويعاني 46٪ من الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من التقزم المزمن، الذي يعيق نموهم العقلي والبدني وانتاجيتهم مدى الحياة. كل ذلك كان نتيجة الحرب والحصار الذي قلص الموارد الغذائية المتاحة لليمنيين وأنهك قدرتهم الاقتصادية لشراء ما قد يتوفر من غذاء.
إضافة إلى ذلك، فقد استهدفت قوى التحالف على مدى الأعوام الماضية عشرات المدارس، ما أدى إلى تسرب آلاف الأطفال من الدراسة. كما لعب النزوح دورا بارزا في تسرب الأطفال من المدارس. ليصبح اليمن يعاني من أزمة تعليمية حادة فأضحى أكثر من مليوني طفل خارج المدارس.