في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أقرّت المحكمة الصغرى الجنائية الثانية في البحرين اليوم تهمتين جنائيتين منفصلتين وجهتا لعبد الهادي الخواجة، بحسب عائلته. حيث أدين عبد الهادي الخواجة في القضية الأولى بتهمة “إهانة موظف عام”، في إشارةٍ إلى ضابط شرطة في سجن جو، وشمل الحكم الصادر بحقه دفع غرامة قدرها 100 دينار بحريني ، أي ما يعادل 220 جنيهًا إسترلينيًا أو 266 دولار أمريكي. هذا وقد شملت الوثيقة الرسمية البدئية الصادرة عن وزارة الداخلية كذلك تهمة “إهانة دولة أجنبية” في إشارةٍ إلى إسرائيل. ومن الجدير بالذكر أنه إذا تم تضمين هذا الاتهام، فقد يؤدي ذلك إلى عقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين ودفع غرامة إضافية. لم يتمكن المحامون من تحديد ما إذا كان قد تم إسقاط هذه التهمة أوتم تعليقها فقط وذلك بسبب منع المحامين من الاطلاع على ملفات القضايا.
أما في القضية الثانية، التي بتت فيها نفس المحكمة، أدين السيد الخواجة بتهمة “كسر كرسي بلاستيكي” وذلك عندما حُرم الخواجة مرة أخرى من حقه في الاتصال ببناته في المنفى حيث كسر كرسياً بلاستيكياً إحتجاجاً، مما أدى إلى إصابة يده. وشمل الحكم الصادر بحقه دفع غرامة 60 دينار بحريني (10 دنانير منها هي القيمة المحددة للكرسي). أي أن الغرامة تعادل 133 جنيهًا إسترلينيًا أو 160 دولارًا أمريكيًا.
لم يحضر الخواجة بشكل شخصي في محاكمته اليوم ولم يتمكن من منح توكيل لمحاميه لتمثيله، على الرغم من أمر المحكمة الصادر الأسبوع الماضي إلى وزارة الداخلية للسماح للخواجة بإتمام إجراءات منح التوكيل لمحاميه. وهذا يعني أن الخواجة لم يكن لديه أي تمثيل قانوني حديث في المحاكمات اليوم مما يعد انتهاكاً صارخاً لحقوقه. هذا وقد حضر محامو الخواجة في المحكمة اليوم ولكن دون أي قدرة على الوصول إلى ملفه القانوني وبدون توكيل رسمي مما أفضى بعدم قدرتهم على تمثيل موكلهم. ورغم ذلك كله وفي انتهاك صارخ لحق الخواجة في محاكمة عادلة ، وفي ما كان انتهاكاً واضحاً للإجراءات القانونية، قام القاضي بإدانة الخواجة في كلا التهمتين. حيث تجدر الإشارة إن القاضي لم ينتظر حسم أمر التوكيل قبل إقرار هذه الإدانات بحق الخواجة.
علقت ابنته مريم الخواجة: “خرقت المحكمة قرارها الذي صدر قبل أسبوع فقط ولم يتم تنفيذه من قبل وزارة الداخلية. وعلى الرغم من هذا الانتهاك الصارخ من قبل وزارة الداخلية في حرمان والدنا من حق التوكيل القانوني ، استمر القاضي في إقرار إدانته. هذا مثال واضح على أن النظام القضائي في البحرين ليس نظامًا غير فعال في خدمة العدالة وإنما نظام فعالٌ للغاية لإحقاق الظلم. من خلال اتهامات كهذه، يتربح النظام البحريني مادياً من السجناء السياسيين الذين أُجبروا على العمل مجانًا من خلال قانون العقوبات البديلة، ودفع رسوم هاتفية ضخمة داخل السجن بالإضافة إلى الغرامات الناجمة عن ملاحقات كيدية مثل التهم التي تطال والدي. إن هذا كله ابتزاز.”